بعد أن ذهب..
لم يتبقي لها منه سوي أخبار متناثرة عنه وصوره...
والصور كانت أكثر ...والأقرب اليها ...
كان يحب الصور ..ويعشق التفاصيل..
وكانت الالوان تحبـــه...
فتأتي تراكيب صوره تحكي دوما حدوتة كاملة...
وكانت منها تتنبأ بمزاجــه...عندما تري صوره..
وكانت تجلس تحكيه عما تراه في الصور
"فهذه أنت غاضب جدا ..وهنا يغلبك حنينك الي بيتك القديم..
بداخلك انسان في عفوية قطع الغسيل المتناثرة علي الحبال في هذه...
ولعك بالجدود والحضارة القديمة ..وهاجس خفي يربطك بهم..
واضحة جدا في تلك..صورك للبحر في اكثر من وجه.. تمرده وهدوئه ...ثورته وغدره...
اما هذه ..فصورة لساقين فتاة جميلة ..تفضح رغبتك.."
كان يعجب بكلماتها له ..وعنه ..
أكثر ما كان يعجبه منها ..هو كلماتها عنه..
الآن تجلس تتأمل صوره بالساعات..
تتذكر حكاياته عن كل صورة..
البحر ..و عيون الجميلات..
الشجر..والطريق ..البيوت القديمة..
لا تري أثرا لها في أي صورة معه ..
تتذكر انها ابدا لم تدعه يلتقط لها صورة ..
لم ترضي ابدا
تقرر أن تشتري كاميرا جديدة..
تقرر ايضا هذا العام أن تسافر في العطلة الي الاسكندرية..
ستلتقط صورا كثيرة للبحر..
فقد اوحشها البحر كثيراً..
لم تعد تري البحر الا من خلال صوره فقط..في الصباح ..
تستيقظ..وترتدي ملابسها ..
لا تحمل اشياءا كثيرة ..فقط حقيبة يدها والكاميرا الجديدة..
ستستقل القطار..
فقد كان يذهب دوما الي الاسكندرية بالقطار..
وهي تحب السفر بالقطار
في المحطة ..
أشكال كثيرة للمسافرين ..وامتعتهم ..
تبحث بين المقاعد عن مكانها ..
تلُفها المفاجآة..
هو ماثل امامها ..
يحمل حقيبة سفره ..ونظارته الشمسية بيده..
يبتسم لها ..وينقل عينيه بين عينيها المذعورتين والكاميرا بيدها ..
ابتدرته قائلة :ممكن تصورني..